26وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: مَاذَا فَعَلْتَ، وَقَدْ خَدَعْتَ قَلْبِي، وَسُقْتَ بَنَاتِي كَسَبَايَا السَّيْفِ؟ 27لِمَاذَا هَرَبْتَ خُفْيَةً وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي حَتَّى أُشَيِّعَكَ بِالْفَرَحِ وَالأَغَانِيِّ، بِالدُّفِّ وَالْعُودِ، 28وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبِّلُ بَنِيَّ وَبَنَاتِي؟ الآنَ بِغَبَاوَةٍ فَعَلْتَ! 29فِي قُدْرَةِ يَدِي أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ شَرًّا، وَلَكِنْ إِلَهُ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِيَ الْبَارِحَةَ قَائِلاً: احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِّمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. 30وَالآنَ أَنْتَ ذَهَبْتَ لأَنَّكَ قَدِ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، وَلَكِنْ لِمَاذَا سَرِقْتَ آلِهَتِي؟ 31فَأَجَابَ يَعْقُوبُ وقالَ للابانَ: إِنِّي خِفْتُ لأَنِّي قُلْتُ: لَعَلَّكَ تَغْتَصِبُ ابْنَتَيْكَ مِنِّي. 32الَّذِي تَجِدُ آلِهَتَكَ مَعَهُ لاَ يَعِيشُ. قُدَّامَ إِخْوَتِنَا انْظُرْ مَاذَا مَعِي وَخُذْهُ لِنَفْسِكَ. ولم يَكُنْ يعقوبُ يَعلَمُ أنَّ راحيلَ سرَقَتها. 33دَخَلَ لاَبَانُ خِبَاءَ يَعْقُوبَ وَخِبَاءَ لَيْئَةَ وَخِبَاءَ الْجَارِيَتَيْنِ وَلَمْ يَجِدْ. وَخَرَجَ مِنْ خِبَاءِ لَيْئَةَ وَدَخَلَ خِبَاءَ رَاحِيلَ. 34وَكَانَتْ رَاحِيلُ قَدْ أَخَذَتِ الأَصْنَامَ وَوَضَعَتْهَا فِي حِدَاجَةِ الْجَمَلِ وَجَلَسَتْ عَلَيْهَا. فَجَسَّ لاَبَانُ كُلَّ الْخِبَاءِ وَلَمْ يَجِدْ. 35وَقَالَتْ لأَبِيهَا: لاَ يَغْتَظْ سَيِّدِي أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُومَ أَمَامَكَ لأَنَّ عَلَيَّ عَادَةَ النِّسَاءِ. فَفَتَّشَ وَلَمْ يَجِدِ الأَصْنَامَ.
ايه اللى حصل وليه:
1- عاتب لابان يعقوب من أجل هروبه وأخذه بناته كأنهم أسرى يهربون فى الخفاء، ولأنه حرمه من توديع بناته وأحفاده وتقبيلهم، ولم يعطه فرصة أن يعمل له حفل وداع وموكب بالأغانى والآلات الموسيقي.
2- إلا أن هذا القول يعبر عن إنهيار القيم الروحية فى العائلة، فرفقة ودعوها بالصلاة والبركات، والآن هو يود أن يودعهم بدف وعود بإحتفالات عالمية، علي أن لابان كان يود أن يمنعهم تمامًا من الرحيل. 3- إعترف لابان أنه كان عازمًا على الإساءة إلى يعقوب معتمدًا على قوة الرجال الذين معه ولكن فى اليوم السابق ظهر له الله وحذره من الإساءة إلى يعقوب.
4- عاتب لابان يعقوب لأنه سرق تماثيله وقال له أنت اشتقت أن ترى أباك فلماذا سرقت ألهتي؟ هذا دليل الغباوة الروحية فهل تسرق الآلهة!؟ ولا تدافع عن نفسها!
5- برّر يعقوب هربه بخوفه من لابان أن يأخذ بناته أى زوجات يعقوب منه، أما من جهة سرقة التماثيل فنفى ذلك تمامًا، فلم يعلم يعقوب أن راحيل كانت قد سرقت آلهة أبيها. وقد وضعتها فى حداجة الجمل وجلست عليها مدعية أنها غير قادرة على الوقوف بسبب مرضها الشهري.
6- لقد طلب يعقوب أن يفتش لابان في أمتعته وأمتعة أسرته، فمن وجد آلهته عنده لا يعيش بل يأخذه كعبد له، ولكن قيل أنه تنبأ عن موت راحيل في الطريق.
ها تعمل إيه:
+ لاحظ أن خطية السرقة قادت راحيل إلى الكذب أيضًا، ولكن الله، من أجل يعقوب المظلوم، قد ستر عليها ولم يظهر خطيتها.
+ كثيرًا ما يستر الله على ضعفنا لأنه يطلب عودتنا إليه، فيجب علينا ألا نستهين بغنى لطف الله وطول آناته بل نسرع الى التوبة، وكما أن الخطايا تقود إلى خطايا أخرى كذلك الفضائل هى سلسلة تقود كل منها للأخرى.
+ ركز فى هذا الصوم المقدس على فضيلة واحدة تجاهد من أجل أن تقتنيها.




