1 لَيْتَكُمْ تَحْتَمِلُونَ غَبَاوَتِي قَلِيلاً! بَلْ أَنْتُمْ مُحْتَمِلِيَّ. 2فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ. 3وَلَكِنَّنِي أَخَافُ أَنَّهُ كَمَا خَدَعَتِ الْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هَكَذَا تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ. 4فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ الآتِي يَكْرِزُ بِيَسُوعٍ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحاً آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلاً آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَناً كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ. 5لأَنِّي أَحْسِبُ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ شَيْئاً عَنْ فَائِقِي الرُّسُلِ. 6وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيّاً فِي الْكَلاَمِ فَلَسْتُ فِي الْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ الْجَمِيعِ.
ايه اللى حصل وليه:+ بولس أعلن أنه لا يريد أن يمدح نفسه، لكن الظروف أرغمته على ذلك للدفاع عن صدق إرساليته، والإفتخار بدون داعٍ هو جهل وغباء، ولكن بسبب غيرته عليهم لئلا يفسدهم الرسل الكذبة، وهو يريدهم عروس نقية للمسيح.
+ ما يدفعه لإحتمال كل هذه الآلام محبته لله ولكنيسته، فيقول: أنا أحبكم بغيرة شديدة تمامًا كمحبة الله، لأنـه بتبشيره لهم ربطهم به كعروس فيلزم أن يظلوا فى نقاوة كالعذراء المخطوبة لخطيبها المسيح.
+ يخاف عليهـم مـن أن تخذع أذهانهم بأفكار المعلمين الكذبة، كما خدع الشيطان فى شكل الحية أمنا حواء قديمًا، فيطلب إليهم أن يظلوا فى بساطة الإيمان ويحترسوا من مكر المقاومين الأشرار.
+ إن أتاكم أحد ليعلمكم بغير المسيح الذى قدمناه لكم، فلا يوجد سوى مسيح واحد، والرسول يقصد المعلمين الكذبة، والمعنى أن إعتباركم للرسل الكذبة أكثر منا، هو فى غير محله لأنهم لم يعلموكم أكثر مما تعلمتم منا.
+ يعلن بولس الرسول أنه ليس فقط رسولا لأن المسيح ظهر له وسلمه كل شئ، بل لا يقـل عـن الرسل المعتبرين أعمدة لأجل أتعابه فى الخدمة.
+ لعل بعض المقاومين اتهموا بولس بالضعف فى الخطابة باليونانية، مع أنه بالحقيقة يتميز بفصاحته، فيدافع بولس معلنًا أنه لـو كنتم حكمتم بأنى ضعيف فى الخطابة أى عامى، ولكن فى العلم والمعرفـة الروحيـة لسـت ضعيفًا لأنى تعلمت كل شئ من المسيح رأسًا، وقد ظهرت معرفتى هذه من خـلال تبشـيرى بينكم، ولعل التبشير بالعامية كان ضرورة فى كثير مـن الأحيـان لشرح الحقائق اللاهوتية لبسطاء الناس، وهذا لا يقلل من عمق المتكلم بأية حال.
ها تعمل إيه:+ معلمنا بولس يعلم أنه ليس من الصواب أن يتكلم عن نفسه، ويقول عن نفسه حين يفتخر بنفسه أنه غبى، وفى هذا درس لنا حتى لا نفتخر بأنفسنا أبدًا، لأن كل ما نقوم به هو بقوة من الله، لأنه قال بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا … احذر من الأفتخار لئلا تكون قد أخذت مجد الله لك، بل علينا أن نقدم له كل الشكر والمجد اللائق ونصرخ قائلين: “يا رب تجعل لنا سلامًا لانك كل أعمالنا صنعتها لنا” (اش12:26)




