ها تقرأ إيه (مر14:16-18)

14 أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ.
إيه اللى حصل وليه:1- أخيرا، ظهر: كلمة “أخيرًا” هنا لا تعنى آخر زيارة أو ظهور للمسيح بين تلاميذه، ولكنها تعنى بعد الظهورين الأخيرين اللذين ذكرهما (لمريم وتلميذى عمواس)، فقد ظهر للأحد عشر وهم جلوس مجتمعون، وعاتبهم بشدة على عدم تصديقهم لما سمعوه من الآخرين عن خبر قيامته.
2- أما مضمون الرسالة للتلاميذ فهى الكرازة بملكوت الله، وفداء المسيح للعالم أجمع وخلاص كل من يؤمن به. وتعبيرى”العالم أجمع” و”الخليقة كلها “يعنيان تكليف الكنيسة لنا بالكرازة.
3- يقول البابا غريغوريوس (الكبير): “يمكن أن تفهم “كل الخليقة” بمعنى “كل الأمم”، أو قد تعني الإنسان بكليته، فهو يشترك في جوانب معينة مع الحجارة والجمادات التى لا تحيا ولا تحس، وفى جانب آخر مع النباتات التى تعيش ولا تحس، وفى جانب ثالث مع الحيوانات التي تحيا وتحس لكن بلا تعقل، وفى جانب أخير مع الملائكة العاقلين… فالكرازة للإنسان هى كرازة لكل الخليقة فيه بتقديسه تقديسًا كاملاً.
4- هذا هو المدخل الوحيد والأول للخلاص، الإيمان باسم المسيح ثم المعمودية المقدسة، وهذا ما فعلته الكنيسة عبر الزمن فى كرازﺗﻬا، فهى تسّلم الإيمان ثم تجمع المؤمنين الذين تلقوا الإيمان وتعمّدهم باسم الثالوث الأقدس على أيدى الرسل والأساقفة والكهنة. ومن أهمية هذا السر فإن الكنيسة لا تقبل أى انضمام إليها والشركة فى باقى الأسرار إلا بعد المعمودية.
5- يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “ليس بأم وأب، ليس باجتماع بشر، ولا بآلام المخاض نولد ثانية، ولكن من الروح القدس تصنع أنسجة طبيعتنا الجديدة، وفى الماء نُشكل، ومن الماء نُولد سرًا كما من الرحم”
6- مع التكليف بالكرازة للعالم أجمع والخليقة كلها، أعطى الرب المسيح تشجيعًا للرسل الأطهار بأن المعجزات سوف تصاحبهم كأدلة لازمة لغير المؤمنين فى ذلك الزمان، كذلك تكلمهم بلغات لا يعرفوﻧﻬا سابقًا من أجل نشر الكرازة.
7- “يحملون حيات”: المقصود ﺑﻬذا التعبير أن الحيات لن تؤذيهم، وهو ما سبق وقاله أيضًا السيد المسيح للتلاميذ: “ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب”
ها تعمل إيه:+ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا: هذه الوصية لجميع المؤمنين وليست للرسل فقط، فتكليف المسيح لنا واضح، والعمل يحتاج لمعونة إلهية كبيرة مع انصراف العالم الحاضر إلى الشر.
+ يمكنك أن تكرز دون أن تتكلم… كن عظة صامتة فيرى الناس أعمالكم فيمجدوا أباكم الذى فى السموات، عليك ان تسير فى حياتك بقوانين السماء وبوصايا الكتاب المقدس، الانجيل المعاش أكبر كرازة مقبولة عند الله … أن يكون الإنسان انجيلاً معاشًا، يقرأ فيه الناس وفى تصرفاته سطورًا من كلمة الله ووصاياه المقدسة… كن إذن عظة صامتة وانجيل معاش والرب يعضدك.

Leave A Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.