31فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَقَدَّمَ بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ لَهُ: اخْرُجْ وَاذْهَبْ مِنْ هَهُنَا لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ. 32فَقَالَ لَهُمُ: امْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ وَأَشْفِي الْيَوْمَ وَغَدًا وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أُكَمَّلُ. 33بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ الْيَوْمَ وَغَداً وَمَا يَلِيهِ لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجاً عَنْ أُورُشَلِيمَ. 34يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا. 35هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا! وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ.
ايه اللى حصل وليه:
١- تقدم بعض الفريسيين: هؤلاء لم يأتوا ليحذروا الرب حبًا فيه، بل هم خافوا على مكاسبهم المادية إذ رأوا الجموع قد إلتفت حوله، فأرادوا أن يخيفوه ليترك المكان، لأن هيرودس يريد قتله، أمّا السيد فرآه لا يزيد عن كونه ثعلبًا ماكرًا غير قادر أن يؤذيه، وهيرودس هو أنتيباس الذي قتل يوحنا المعمدان وحاكم المسيح.
2- اليوم وغداً هو إصطلاح يهودي دارج بمعنى فترة قصيرة محدودة. والمعنى أن هناك يوم محدد للصلب، ويعلن أيضًا إصراره على مواصلة خدمته بأنه مستمر فى رعايته لشعبه بإخراج الشياطين وشفاء المرضى حتى يكمل عمله الفدائى معلنًا قيامته فى اليوم الثالث.
3- لا يمكن أن يهلك نبى خارجًا عن أورشليم حيث مجمع السنهدريم، ويهذا نجد أن السيد المسيح حدد مكان صلبه بأنه في أورشليم، وإنها قد وصلت لدرجة خطيرة من القسوة حتى أصبحت لا تطيق رجال الله، وقد قتلت أورشليم الكثير من الأنبياء، وإضطهدت الباقين.
4- لقد أرسل الرب الأنبياء والرسل لأورشليم ليجمع أولادها ويظللهم بمحبته الإلهية، ولكنهم رفضوا، فعدم إرادتي يمكن أن يعطل إرادة الله من ناحية خلاص نفسي.
5- يا أورشليم يا أورشليم= التكرار فيه رنة حزن فهي حين ترفضه ستهلك، هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً= البيت يشير للهيكل ويشير لأورشليم نفسها، وكلاهما خَرِب تمامًا سنة 70م على يد تيطس.
6- لا تروننى لأن المسيح سيموت ويقوم ويصعد إلى السماء، ولن يروه متجولا مبشرًا بينهم بعد ذلك.
7- حتى تقولون مبارك الآتي باسم الرب: هذه نبوة برجوع إسرائيل وقبول البعض منهم الإيمان بالمسيح في آخر الآيام.
ها تعمل إيه:
+ يقول القديس أغسطينوس: “الله الذى خلقك بدونك لن يقدر أن يخصلك بدونك”، فالله يريد أن الجميع يخلصون (1تي4:2)، والعجيب أن معلمنا بولس يقول: “الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا” (في13:2) أي يحفز وينشط إرادتنا.. ولكنه لا يجبرنا على شئ رغمًا عنا. + عجيب هو الله فى احترامه وتقديره لحرية الإنسان ورغبته فى الحياة معه، هو يريد ولكن إذا لم أتجاوب مع إرادته لا يلزمنا بشئ حتى لو كان لخيرنا… ولكن لأن الأمر خطير وهو حياتنا الأبدية علينا أن نصرخ ونتضرع إليه قبل أن نبدأ معه رحلة آلامه أن يعطينا أن نتجاوب مع إرادته الصالحة من نحونا، ولا تكن الحرية سببًا فى تعطيل خلاصنا. علينا فقط أن نطلب من الله أن يعطينا نعمته لتعمل فينا ونتجاوب معها لنتمتع بحضوره المبهج معنا هنا وفى الأبدية.




