9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!. فَقَالَ: هَأَنَذَا. 12فَقَالَ: لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي. 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ يَهْوَهْ يِرْأَهْ. حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى.
ايه اللى حصل وليه:
1- أخبر إبراهيم ابنه إسحق أنه سيكون الذبيحة المقدمة لله كما أمر، وخضع إسحق وأطاع رغم أنه شاب قادر على مقاومة شيخ عجوز مثل أبيه إبراهيم، فهو بهذا يرمز للمسيح الذى أخلى نفسه وأطاع حتى الموت بإرادته، فبنى إبراهيم مذبحًا ورتب الحطب فوقه وربط إسحق ووضعه على الحطب.
2- فى اللحظة الحاسمة، قبل أن تقترب السكين من إسحق، ظهر ملاك الله، ونادى إبراهيم ومنعه من أن يقترب بالسكين من إسحق ومدحه بأنه يخاف الله ويحبه لدرجة أن يقدم له أعز شئ عنده وهو ابنه الوحيد الذى سينال فيه المواعيد.
3- عندما يقول عن الله “الآن علمت” لا يقصد أنه كان لا يعلم قبلاً ولكنه يعبر بطريقة نفهمها كبشر معلنًا بر إبراهيم أمام كل الأجيال، فهو يقصد الآن ظهر بر إبراهيم.
4- وجَّه الله نظر إبراهيم خلفه فوجد كبشًا مربوطًا بقرنيه فى إحدى الأشجار قد أعده الله وأمره أن يقدمه ذبيحة عوضًا عن إسحق، فذبحه إبراهيم محرقة أمام الله.
5- يهوة يرأه: أى الله يُرى، هكذا تراءى الله لإبراهيم فى موضع الذبيحة إذ فيه تمت المصالحة بين الله والإنسان. فصار لنا حق رؤيته كأبناء، وهو يري حلاً لكل مشاكلنا ولذلك نتكل عليه. 6- وصار هذا مثلاً “فى جبل الرب يُري”: أى أن الله فى علوه وسموه فى سماه المشار لها بالجبل، هو يرى تعب البشر وأمورهم الصعبة وينقذهم وكان هذا نبوة عن التجسد (أش5:53).
ها تعمل إيه:
من ثمار التجربة المؤلمة أن إبراهيم إختبر الرب ورآه، فالتجربة هى فرصة لرؤية يد الله العاملة، ولإختبار حضوره فى حياتنا، فالله هو العالم بما هو مناسب لنا أكثر من أنفسنا، ولسنا تحت رحمة الظروف وحياتنا غير محكومة بهوى الآخرين وسلطانهم، بل نحن مقودون فى طريق مخطط حسب إرداة الله وكل الذين يعترضون مجرى حياتنا ولا يخدمون خطة الله لخلاصنا، الله قادر أن يبعدهم عن طريقنا… لذا عليك أن تثق فى محبة وحكمة وقدرة الله، وتثق فى تدبيره لأمور حياتك مهما بدت لك تدابيره أنها صعبة أو مستحيلة.