20وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ، 21فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ. 22مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ: زَرْعٌ وَحَصَادٌ، وَبَرْدٌ وَحَرٌّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ، لاَ تَزَالُ.
ايه اللى حصل وليه:1- كما بدأت حياة آدم علي الأرض بذبيحة هكذا تبدأ الحياة الجديدة لنوح بذبيحة. وكان أول ما صنعه نوح بعد خروجه إلي الأرض التى غسلها الطوفان هو أنه أقام مذبحًا.
2- وكأن الكنيسة لا تقدر أن تقدم ذبيحة السيد المسيح (الإفخارستيا) إلا بعد التمتع بالمعمودية. لهذا السبب أيضًا نجد الكتاب المقدس للمرة الأولى يعلن عن إقامة مذبح للرب.
3- تنسم الرب رائحة الرضا: فالله كان يرى فى هذه الذبائح رمزاً لإبنه المحرقة الحقيقية التى بها بدأت حياتنا الجديدة مع الله. إذًا ما عمله نوح كان رمزًا لعمل المسيح الذبيحى لكنيسته وصار مذبح نوح رمزًا للصليب الذى صار سببًا لنزع اللعنة عن الأرض.
4- ولذلك نسمع هنا أن الله لا يعود يلعن الأرض بطوفان ثانية: لا أعود أيضًا أُميت كل حى كما فعلت، لكن هذا لا يمنع أن الله يضرب ضربات محدودة لأجل التأديب، ولكن الله لن يعود لضربة عامة تشمل الأرض كلها.
5- قال الرب فى قلبه: تعبير مجازى يعنى نية الله وعزمه أن يفعل شئ.
6- يعلن الله وجود التغيرات الطبيعية على مدى السنة التى يسمح بها لتنبه الإنسان للتوبة والرجوع إليه، فمادامت الأرض قائمة فجميع نواميس الطبيعة وظواهرها تظل قائمة بعملها لخدمة الإنسان والله سيبقى على العالم رغم إنحرافاته، ويؤدب محاولاً جذب كل نفس للإستفادة من دمه الذى سال، لكن من يرفض سيهلك.
ها تعمل إيه:+ أول شئ عمله نوح بعد خروجه من الفلك هو بناء مذبح وتقديم ذبائح لله، هكذا تظهر مشاعر نوح نحو الله فى شكره على إنقاذه هو وأسرته من الطوفان، ماذا تقدم لله فى أول يومك.
+ الشكر يرضى قلب الله ويعود هذا الرضا على الانسان بالبهجة والفرح… جرب أن تشكر فى كل وقت وفى كل حال وفى أى مكان، مهما كانت الظروف لا تدعو للشكر بل قد تدعو للتذمر، وهنا يظهر بهاء شكرك وعظمته فتفرح قلب الله، وتفرح أنت أيضًا.




