18فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ مِنْ بَعِيدٍ، قَبْلَمَا اقْتَرَبَ إِلَيْهِمِ، احْتَالُوا لَهُ لِيُمِيتُوهُ. 19فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هُوَذَا هَذَا صَاحِبُ الأَحْلاَمِ قَادِمٌ. 20فَالآنَ هَلُمَّ نَقْتُلْهُ وَنَطْرَحْهُ فِي إِحْدَى الآبَارِ وَنَقُولُ: وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ. فَنَرَى مَاذَا تَكُونُ أَحْلاَمُهُ. 21فَسَمِعَ رَأُوبَيْنُ وَأَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: لاَ نَقْتُلُهُ.22وَقَالَ لَهُمْ رَأُوبَيْنُ: لاَ تَسْفِكُوا دَمًا. اطْرَحُوهُ فِي هَذِهِ الْبِئْرِ الَّتِي فِي الْبَرِّيَّةِ وَلاَ تَمُدُّوا إِلَيْهِ يَدًا. لِكَيْ يُنْقِذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ لِيَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ. 23فَكَانَ لَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ خَلَعُوا عَنْهُ قَمِيصَهُ، القَميصَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهِ، 24وَأَخَذُوهُ وَطَرَحُوهُ فِي الْبِئْرِ. وَأَمَّا الْبِئْرُ فَكَانَتْ فَارِغَةً لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ.25ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَامًا. فَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ مُقْبِلَةٌ مِنْ جِلْعَادَ، وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ كَثِيرَاءَ وَبَلَسَانًا وَلاَذَنًا، ذَاهِبِينَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ. 26فَقَالَ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِ: مَا الْفَائِدَةُ أَنْ نَقْتُلَ أَخَانَا وَنُخْفِيَ دَمَهُ؟ 27تَعَالُوا فَنَبِيعَهُ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ، وَلاَ تَكُنْ أَيْدِينَا عَلَيْهِ لأَنَّهُ أَخُونَا وَلَحْمُنَا. فَسَمِعَ لَهُ إِخْوَتُهُ.
ايه اللى حصل وليه:
1- كانت مشاعر يوسف هى الحب والسؤال عن إخوته، أما هم فلما رأوه من بعيد فكروا فيما بينهم كيف يقتلونه ليتخلصوا من أحلامه، فاتفقوا على قتله وٕالقائه فى أحد الآبار ثم يكذبوا على أبيهم ويدّعوا أن وحشًا قد أكله فى البرية.
2- الآبار هي حفر تحفر لجمع مياه الأمطار وإدخارها لوقت الحاجة، وكانت تجف وقت الصيف، وكان من يطرح فيها يندر أن ينجو فهي عميقة وواسعة من أسفل ضيقة من أعلي.
3- تشفع فيه رأوبين أخيه البكر لينقذه من القتل، لعله كان يشعر بالمسئولية أمام أبيه، فإقترح عليهم أن يلقوه فى احد الآبار الجافة، حتى إذا انصرفوا يخرجه من البئر ويعيده إلى أبيه.
4- فلما جاء يوسف لم يقتلوه بل خلعوا عنه القميص الملون وألقوه في بئر ماء فارغ.
5- وإذ جلسوا يأكلون رأوا قافلة إسمعيليين قادمة من جلعاد محملة كثيراء وبلسانًا ولاذنًا لينزلوا بها إلى مصر.
6- القافلة إسماعيليين: أى من نسل إسماعيل إبن إبراهيم، ولكن يقال عنهم أيضًا أنهم مدياينين أى من نسل مديان ابن ابراهيم من قطورة، فكان بينهم تجارة وزواج مشترك.
7- كثيراء: نوع من أنواع الصمغ يستخدم في الطب وفي لصق الأشياء.
8- بلسان: دهن طيب الرائحة يسيل من شجرة البلسان، يستخدم في الطب والتحنيط.
9- لاذن: نوع من الصمغ يستخدم في الطب.
10- فأشار عليهم يهوذا ببيعه عبدًا لهم، فسمعوا كلام يهوذا وباعوه بعشرين من الفضة.
ها تعمل إيه:
+ إذ ألقى الاخوة يوسف في البئر الفارغة من الماء “جلسوا ليأكلوا طعامًا”، فلم يقف الأمر عند الحسد الداخلي لكنه تُرجم إلى ثورة وخطة وخيانة… إن الحسد من أسوأ الخطايا وأصعبها شفاءً.. احذر أن تبقى طويلاً فى أرض الخطية لئلا تعتادها، وتصل بك إلى قساوة القلب. + أطلب من الله أن يعطيك قلبًا محبًا كقلبه، متغاضيًا عن ضعفات الآخرين وأخطائهم فى حقك، ولا تحتفظ بالعضب طويلاً فى قلبك … بل أطلب أن يعطيك الله قلبه كى تحيا به وتسلك كما سلك هو… محبًا وديعًا.




