27فَكَبِرَ الْغُلاَمَانِ، وَكَانَ عِيسُو إِنْسَانًا يَعْرِفُ الصَّيْدَ، إِنْسَانَ الْبَرِّيَّةِ، وَيَعْقُوبُ إِنْسَانًا كَامِلاً يَسْكُنُ الْخِيَامَ. 28فَأَحَبَّ إِسْحَاقُ عِيسُوَ لأَنَّ فِي فَمِهِ صَيْدًا، وَأَمَّا رِفْقَةُ فَكَانَتْ تُحِبُّ يَعْقُوبَ. 29وَطَبَخَ يَعْقُوبُ طَبِيخًا، فَأَتَى عِيسُو مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ قَدْ أَعْيَا. 30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ. 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ. 32فَقَالَ عِيسُو: هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟ 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ. فَحَلَفَ لَهُ، فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزًا وَطَبِيخَ عَدَسٍ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.
ايه اللى حصل وليه:
كان عيسو رجل البرية محباً للصيد ممسكاً بالسيف بيده لا يقدر المعانى الروحية. وإسحق أحب عيسو بسبب ما يقدمه له من صيد. أما يعقوب فكان إنساناً كاملاً بمعنى وديعاً محباً. فأحبته أمه رفقة وكان راعياً للغنم فإتسم بالهدوء.
2- استغل يعقوب حاجة أخيه إلى الطعام فأظهر له استعداده أن يعطيه من العدس على شرط أن يبيع له بكوريته، يظهر عيسو هنا كإنسان جسدي إذ بإستهتار يبيع بكوريته لأخيه نظير طبق عدس.
3- وكانت بركات البكر هى: + ينوب عن أبيه في غيابه ويأخذ الرياسة بعد موت أبيه. + يقوم بخدمة الكهنوت وتقديم ذبائح عن العائلة في غياب أبيه وبعد موته. + يأخذ نصيباً مضاعفاً من الميراث أي ضعف إخوته (تث17:21)، وقد يكون هذا البند هو سبب حزن عيسو بعد ذلك. + كان مفهومًا أن من البكر يأتي المسيح (هذا إن كان يستحق) وكثيرون من الأبكار فقدوا هذه البركة بسبب خطيتهم (قايين / عيسو/ رأوبين…).
4- الخطأ هنا ليس في طبق العدس بل في الشهوة المفرطة والإستهتار، وهذا لا يمنع أن يعقوب قد أخطأ إذ إستغل جوع أخوه عيسو ليشتري البكورية، كما أن إستهانة يعقوب أيضًا ببركة البكورية كان أيضًا سلوكًا خاطئًا جدًا.
5- طلب يعقوب تأكيدًا من عيسو على بيع بكوريته فأقسم له، وبهذا باع بركة البكورية بأرخص شئ.
ها تعمل إيه:
بالنسبة لنا كم من مرة تركنا مواعيد الله لأجل لذة وقتية سرعان ما تزول… فإن كنا ننعم نحن بالبكورية بإتحادنا مع الله في إبنه البكر، ليتنا لا نستهين بها من أجل أى لذة جسدية، فالإنسان الروحاني واثق في زوال الحياة الحاضرة فيسعي وراء الحياة الأبدية بإيمان … أما الإنسان الجسداني فيهتم فقط بالحاضر مستهينًا بأمور الله، وأكلة عدس عنده أهم من الأبدية. + انتهز كل فرصة روحية (من قداس أو اجتماع روحى أو خلوة أو دراسة فى الكتاب المقدس) لتلتصق بالله وتنمو فى محبته، ولا تبيع هذه الفرص بسبب ما تسميه مشاغل الحياة.




