12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ.13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إلاَّ وَرَقًا لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.15وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ. 16وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. 17وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلاً لَهُمْ: أَلَيْسَ مَكْتُوبًا: بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ. 18وَسَمِعَ الْكَتَبَةُ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ فَطَلَبُوا كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ لأَنَّهُمْ خَافُوهُ إِذْ بُهِتَ الْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ تَعْلِيمِهِ. 19وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ خَرَجَ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ.20وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ. 21فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدِي انْظُرْ التِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ! 22فَأَجَابَ يَسُوعُ: لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللَّهِ. 23لأَنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهَذَا الْجَبَلِ انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي لْبَحْرِ وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ. 24لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ.
ايه اللى حصل وليه:
١- لقد جاع السيد المسيح، وكما يقول القديس أغسطينوس: “أي شيء يجوع إليه المسيح أو يعطش سوى أعمالنا الصالحة” لقد جاع عبر الأجيال مشتهيًا أن يجد ثمرًا مفرحًا للسماء، لكن شجرة التين، أي الأمة الإسرائيلية التي قدم لها كل الإمكانيات للإثمار أنتجت ورقًا ظاهرًا دون ثمر.
2- يتساءل البعض: لماذا طلب السيد المسيح ثمرًا في غير أوانه، وإذ لم يجد لعن الشجرة؟ يجيب البعض أن فلسطين قد عُرفت بنوعين من شجرة التين، فإنه وإن كان الوقت ليس وقت تين بوجه عام، لكن وجود الورق على الشجرة يعني أنها من النوع الذي ينتج ثمرًا مبكرًا، وأنه مادام يوجد ورق كان يجب أن تحمل الثمر، وعدم وجود ثمر بالرغم من ورقها المزدهر يدل على إنها عقيمة ولن تثمر.
3- ولكن لماذا يؤدب المسيح خليقة لا تحس ولا تشعر وليس لها إرادة ذاتية، إلا إذا كانت رمزًا لما هو أهم، يريد أن يلفت إليه الإنتباه؟ أنها مثال الأمة اليهودية التى كان يليق بها وقد سبقت العالم الوثني في معرفة الله واستلام الشريعة والنبوات أن تقدم ثمرًا، فأخرجت أوراقًا بلا ثمر، لذا استحقت أن تجف لتحل محلها شجرة تين العهد الجديد المثمرة.
4- إن كان السيد قد صنع سوطًا ظاهرًا لتطهير الهيكل، ففي الحقيقة أرسل روحه القدوس الناري الذي يحرق أعمال الإنسان القديمة، ويهب في المعمودية الإنسان الجديد، ويبقى عاملاً على الدوام ليحطم فينا إنساننا الترابي الأرضي يقيمنا سمائيين.
ها تعمل إيه:
احذر ديانة أوراق التين… أنت هو الشجرة التى جاء إليها لعله يجد فيها شيئًا… ولكنه لم يجد شيئًا إلا ورقًا… إن التدين الشكلى الخالى من ثمر البر الذى يطلبه الرب، والروحانية الكاذبة، والممارسات الجوفاء، وارتداء ثوب القداسة، هى أكثر ما يواجهه المسيح بشدة، لأنه كيف يتوب أصحابها وقد اطمأنوا أنهم مأتزرون بورق التين؟ ياربى يسوع أخشى أن تكون علاقتى بك ورق فى ورق، وأكون كمن يهتم بالمظهر الخارجى للعبادة دون جوهرها، أخشى أن أغطى خطاياى بورق الأعذار والتبريرات، لا أدعى أن حياتى فيها ثمر يرضيك، أقبل ياربى يسوع ندمى على سنين العقم التى لم أشبعك فيها ولم أفرح قلبك، لم يخطر ببالى يومًا إنى أنا هذه الشجرة، كيف تركتك كل هذا العمر تشتاق لثمارى؟ كيف أراك جائعًا ولم يتحرك قلبى ليشبعك؟ ولكن كيف لى أنا الضعيف الجائع إليك أن أشبعك يا الهى!!! لتشبعنى أنت أولاً بحضورك فىّ وعملك معى، ولتكسونى بثوب برك، وليثمر روحك القدوس فى أعماقى، حتى أسمع صوتك يقول: “زيتونة خضراء ذات ثمر جميل الصورة دعا الرب اسمك” (ار16:11).




