عندما أغوى الشيطان حواء لتنظر الشجرة “فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون … فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل” (تك6:3). والشيطان لكي يفعل ذلك إختفي في الحية.
فأتى إبن الله وتجسد وأخفي لاهوته عن الشيطان حتى يتمكن من إتمام عملية الفداء، وأصبح الشيطان متحيرًا إن كان هو كلمة الله أم لا؟ وعلق على الصليب المصنوع من خشب الشجر.
يقول القديس مار أفرام السريانى: “على الصليب عُلقت الثمرة، وقال الرب للشيطان: هل ترضى أيها الموت أن تبتلع هذه الثمرة المعلقة على هذه الشجرة؟ والمقصود بالموت هنا هو إبليس، قال: نعم سوف أبتلعها، وفتح الموت فاه لكي يلتهم هذه الثمرة المعلقة على الشجرة، لأنه رآها شهية للنظر وجيدة للأكل، لكن عندما إبتلع الموت هذه الثمرة إبتلع الحياة، فكانت النتيجة أن إبتُلع الموت من الحياة، كأن تبتلع حجرة مظلمة مصباحًا موقدًا مضيئًا، فالظلام يتبدد.
فهناك نوع من السمك الصغير عندما يبتلعه السمك الكبير؛ فالسمكة الصغيرة تأكل بطن السمكة الكبيرة من الداخل حتى تثقبها وتخرج منها وتتغذى عليها، فمع أن السمكة الكبيرة هي التي إبتلعت الصغيرة، لكن الصغيرة هي التي أكلت الكبيرة، أى أن الموت إبتلَع الحياة، فالموت إبتُلِع من الحياة” (القديس مار أفرام السرياني).




